كتبت فاوفيتالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اسمحوا لي أن أدلي بدلوي معكم في هذا الموضوع.
هذه الظاهرة (الإسراف والتبذير) من الآفات الخطيرة التي يغفل عنها الكثير منا، كما أن لها سلبياتها الكثيرة دينيا ودنيويا، منها:
- أنها من علامات كفر النعم، فالنعم يجب شكرها، وشكرها يكون باستعمالها فيما أباح الله تعالى من غير إسراف ولا تبذير، قال تعالى: "ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا" فالتبذير يجلب اللوم والعتاب (ملوما) والندم والحسرة (محسورا).
- أنها سبب للفقر بعد الغنى، قال تعالى: "وضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون".
- يورث قسوة وتكبرا في القلب يجعل الإنسان ينسى حاجته وافتقاره إلى الله تعالى: "كلا إن الإنسان ليطغى أن رآه استغنى"، قال ابن القيم رحمه الله:
"مُفسِدات القلب خمسة:
• كثرة الخُلطة
• الإسراف في الطعام
• كثرة النوم
• التَّعَلُّق بغير الله
• التَّمَنِّي."
- والله لا يحب المسرفين قال تعالى: "وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحب الْمُسْرِفِينَ".
- كما أن أكثر الأمراض التي تصيبنا هي من التخمة، وإدخال الطعام على الطعام، فالله تعالى ينهانا عن الإسراف في الطعام والشراب، لأنَّ في الإسراف مهلكة للجسد، والمسرف لا يحبه الله، أهلك نفسه وأتعب الآخرين معه، يُتعب أهله ويتعب الطبيب، قال النبي ﷺ : (مَا ملأَ آدمِيٌّ وِعَاءً شَرًّا مِنْ بَطنٍ، بِحَسْبِ ابنِ آدمَ أُكُلاتٌ يُقِمْنَ صُلْبَهُ، فإِنْ كَانَ لا مَحالَةَ، فَثلُثٌ لطَعَامِهِ، وثُلُثٌ لِشرابِهِ، وَثُلُثٌ لِنَفَسِهِ) ..
والإسلام سبق الطب الحديث في معالجة الأمراض وإعطاء وصفات تقينا من أضرار مرض السمنة الذي لا يخفى على أمثالكم أضراره.
وختاما...
فإن الإسراف في كل شيء مذموم لا سيما في الطعام والشراب، ويجب على الجميع الاجتهاد للحد منه
ويوجد في هذا العالم ما يكفي من الطعام والشراب للقضاء على ظاهرة المجاعة، لكن المشكلة في سلوكياتنا وعقلياتنا وطريقة تفكيرنا.
فلنُغيِّر سلوكنا لننتفع وننفع من حولنا، ونهيء عالما أفضل لأبنائنا وأحفادنا من بعدنا...
#اللهم ارزقنا الصحة والعافية وأعنا على طاعتك...
وأعتذر على الإطالة...
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا على هذا الرد الجميل والمفيد