قال تعالى:
﴿ الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا ﴾
وليس معنى هذا أنها قوامة سطوة واستبداد وسلطة قوة واستعباد وإنما هي قوامة التزامات ومسئوليات وهيبة هكذا يريد الله وبهذا أمر الله
ولكن ما هو الواقع؟ وكيف أصبح الحال؟ وما الذي حصل حين تنازل بعض الرجال عن قوامته التي أعطيت له فقام بتسليمها إلى امرأته وتركها لها؟ وأنزل نفسه منزلة غير المنزلة التي أعطاه الله إياها!
إن الذي حصل هو أن المرأة أصبحت هي كل شيء فهي من تأمر وتنهى وهي من تحاسب زوجها وليس هو من يحاسبها وتتجرأ على قول أقوال عظيمة وفعل أفعال شنيعة في حقه فلا يتجرأ على الرد عليها فضلاً عن معاتبتها أو محاسبتها وتقوم بالتسلط وزرع الفتن وخلق المشاكل بين زوجها وبين أهله لأنها عرفت ضعفه وانحيازه الكامل لها وخضوعه وسكوته عنها وكلما زادت في السيطرة عليه والتحكم فيه كلما ألزمته بتقديم التنازلات حتى يخضع لها لتكون هي المسيطرة على البيت بأكمله وتفرض سلطتها على كل من في البيت بمن فيهم الزوج نفسه فيصبح الزوج المسكين فرداً عادياً وشخصاً هشاً داخل البيت لا يقدم ولا يؤخر
إنها مشكلة كبيرة حين تصبح كلمة الرجل في المنزل ثانوية وليست أساسية فالكلمة الأولى للمرأة والقول قولها والرأي رأيها
بل ربما تتدخل حتى في شئون الزوج الخاصة فتلزمه بكذا أو تخيره بين كذا أو كذا أو تطلب منه أموراً غير منطقية ولا معقوله فلا يجرؤ على أن يقول لها لا وإن قال لها لا أظهرت له الشراسة والشر وأظهرت له صعوبة التفاهم معها وصعوبة رضاها وربما رفعت صوتها وأسمعت الآخرين قوة حنجرتها لتذيب زوجها أمامها لكي يخجل مرة أخرى من مصادمتها أو معارضتها خوفاً من تصرفاتها وفي النهاية يصير ألعوبة بيدها لا يقول قولاً ولا يفعل فعلاً إلا بأمرها وأذنها ولو أنه تدرج معها بما أمر الله به في الآية المذكورة آنفاً لما تجرأت على شيء من هذا ولما وصلت الجرأة والبذاءة ببعضهن إلى أن تقاطع حديثه أو تمد يدها عليه أو تشهر به عند الناس أو تؤلب عليه أولاده ليقوموا بتنغيصه والتضييق عليه ويكتمل العجب حين يكون الرجل شخصية قوية خارج البيت سواء كان في العمل أو بين أصحابه لكنه داخل البيت تتلاشى شخصيته وتذهب عقليته وتضعف نفسيته أمام زوجته
إن من أعظم الأسباب التي أدت إلى انتشار هذه الظاهرة السيئة هو أن كثيراً من هؤلاء الرجال قد سقطت هيبة الله في قلبه فأسقط الله هيبته عند أهله وتجرأ على الله بالمعاصي والذنوب وإدخال المنكرات والفواحش إلى البيت واستخف بها فسلط الله عليه من يستخف به وأبى أن يكون عبداً خاضعاً لله فجعله الله عبداً لفلان أو لفلانة تسخره كما تشاء يقول النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ اللهَ إِذَا أَحَبَّ عَبْدًا دَعَا جِبْرِيلَ فَقَالَ: إِنِّي أُحِبُّ فُلَانًا فَأَحِبَّهُ، قَالَ: فَيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ، ثُمَّ يُنَادِي فِي السَّمَاءِ فَيَقُولُ: "إِنَّ اللهَ يُحِبُّ فُلَانًا فَأَحِبُّوهُ، فَيُحِبُّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ، قَالَ ثُمَّ يُوضَعُ لَهُ الْقَبُولُ فِي الْأَرْضِ، وَإِذَا أَبْغَضَ عَبْدًا دَعَا جِبْرِيلَ فَيَقُولُ: إِنِّي أُبْغِضُ فُلَانًا فَأَبْغِضْهُ، قَالَ فَيُبْغِضُهُ جِبْرِيلُ، ثُمَّ يُنَادِي فِي أَهْلِ السَّمَاءِ إِنَّ اللهَ يُبْغِضُ فُلَانًا فَأَبْغِضُوهُ، قَالَ: فَيُبْغِضُونَهُ، ثُمَّ تُوضَعُ لَهُ الْبَغْضَاءُ فِي الْأَرْضِ"
يقول الفضيل بن عياض رحمه الله: "إنما يهابك الخلق على قدر هيبتك لله عز وجل"
إن فعل المعاصي وممارسة المنكرات من قبل الأزواج داخل البيوت أو خارجها أسقطت هيبتهم في قلوب زوجاتهم وأولادهم فاستخفوا بهم واستهانوا بهم ومن يهن أمر الله ودينه وشرعه يهينه الله ويذله ويخزيه: ﴿ وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ ﴾ [الحج: 18]
فإذا أراد الرجل أن تكون له الهيبة في البيت والقبول خارج البيت فليعظم الله في نفسه وليقم بتأسيس بيته على تقوى الله ورضوانه وليزل كل منكر داخل البيت فهنا سيعظمه أهل بيته ويجلونه ويكنون له الإجلال والتقدير لأن من عظّم الله أعزه الله ورفع قدره وأعلى منزلته وكتب له الهيبة والاحترام ومن تعدى على حدود الله وانتهك حرمات الله كتب الله عليه المذلة والمهانة والبغض في قلوب الخلق يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿ وَمَنْ يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَى ﴾ [طه: 81]
فلنعد إلى ظلال الشرع الحنيف حتى نحمي أسرنا من هذه الظواهر والعواصف التي عصفت بمجتمعاتنا وأوجدت فيها التمرد على القوامة والقيم والفضائل
من الأسباب التي تجعل المرأة تتسلط على الرجل أن يخل الرجل بأمر القوامة كأن يقصر عليها في النفقة اللازمة أو يخل معها في الشهوة أو يفرط في الاتيان بلوازم البيت واحتياجاته الضرورية فتقوم المرأة بجلبها والمجيء بها وتكثر من الخروج إلى الأسواق لشراء احتياجات بيتها فتتعلم الجرأة والتسلط وتستغل المرأة هذه الثغرة وتعصر الرجل من هذا المدخل الذي قصّر فيه فتتسلط عليه وما المرء إلا حيث يجعل نفسه فإن شاء أعلاها وإن شاء أسفلها ومن قصر في واجب فقد فتح على نفسه باباً للوم والعتاب فإذا أراد أن يغلق هذا الباب وينهيه فليقم بواجباته وليحرص على أداء التزاماته حتى لا يجعل لزوجته مدخلاً عليه وحجة لها تحتج بها ضده ولا يترك لها نقطة ضعف تستغلها لمصلحتها بشكل أكبر وأعظم مما يتوقعه لأن نشوز المرأة وتسلطها غالباً ما يكون سببه عدم قيام الرجل بحق القوامة ولو أنه قام بحق القوامة لقل تسلط المرأة وعنجهيتها ولما وجدت ثغرات تدخل منها ومن ابتلاه الله بالضعف الجنسي فليبادر إلى علاج نفسه وإصلاحها حتى لا تستغل الزوجة هذا الضعف فتسيطر عليه من هذا الباب
بارك الله فيك .. كلام أكثر من صحيح ويلامس الواقع .. وربما كما ذكرت ان واقع عمل المرأة خارج منزلها وتعرضها لشتى انواع الاختلاط والتعامل مع كافة انواع البشر يغير منها وفيها... كما ان للتربية اساس كبير في تعامل المراة مع زوجها واذكر هنا على سبيل المثال امراة من مجتمعي... مر زوجها بضيقة مادية نتيجة عدم وجود عمل يسترزق منه فيصرف على أسرته فطلب من زوجته ان تقوم ببيع ذهبها لشراء سيارة يعمل عليها كسائق اجرة ... وللأسف عند اقل خلاف يقع بينهما تقوم بتهديده والتنمر عليه انه لولاها لما اشترى السيارة وهي ملكها فكلما ارادت الذهاب الى مكان ما واعترض على ذلك تقول هي سيارتي او كلما تزاعلا تطالبه بثمن السيارة ...
ونماذج أخرى اي اذا قام والد الزوجة بمساعدة ابنته تقوم هي بتعييره انه لولا اهلها لما تمكنوا من الاستمرار في العيش معا...
او اذا فام الرجل بالعمل لدى اهل زوجته تكون النتيجة ... لولا أهلي لما .. ولما ...
نماذج كثيرة للاسف وأغلبنا ينسى انه مع العسر يسر والنقص في التربية والاخلاق درج كثيرا ...
اي أنه يفترض بالمراة ان تقف مع زوجها في احلك الظروف وان تقوم بمساعدته ولو اضطرت احيانا الى بيع بعض حليها او مجوهراتها .. او حتى لو اضطرت للعمل فهذا لا يعني ان تنتقص من رجوليته او من قوامه فربما يتحسن ان شاء الله الوضع بعدها ويعاود شراء ما قامت ببيعه ويفترض ايضا بالاهل في حال قامت الزوحة بذلك ان يقوموا بتنبيهها الى عدم فعل ذلك فهذا ليس من الاخلاق الحميدة... والزواج مسيرة يفترض بالاثنين ان يتكاتفا معا فيها وخلالها ...