- المولد النبوي.. تاريخه.. حكمه.. آثاره،
- وأقوال العلماء فيه على اختلاف البلدان والمذاهب
مقدمة:
نداء إلى كل مسلم يريد الوصول إلى الحق وأن يعبد الله على بصيرة.
أخي المسلم، أختي المسلمة:
لاشك أننا جميعاً نُكِنُ في صدورنا محبة لرسولنا الكريم وحبيبنا العظيم وقدوتنا وإمامنا ﷺ وعلى آله وصحبه ومن عمل بسنته واهتدى بهديه إلى يوم الدين، وإن هذه المحبة تعتبر من أصول الدين ومن لا يحب النبي ﷺ فإنه كافر وممن نتقرب إلى الله ببغضه وهي من صفات المنافقين الذي قال الله فيهم أنهم في: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ} [النساء: 145].
وإنني أضع بين يديك هذا البحث المتواضع لتقرأه بعين البصيرة،
تقرأه بغية الوصول للحق وتقرأه بعيدا عن التعصب لعلماء بلدك
أو مذهبك أو ما تعوّدت عليه فإن كان ما فيه حقاً قبلته،
وعملت فيه طاعة لله ورسوله الذي أمرنا باتباع الحق
وما كان فيه من باطل أو خطأ فأعيذك بالله أن تتبعه
لأننا لسنا متعبّدون إلا بالحق الذي دل عليه الدليل الشرعي.
وفقنا الله وإياك لسلوك الطريق المستقيم الذي ارتضاه لنا نبينا الكريم
والله الموفق وعليه المعتمد والاتكال،
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تاريخـــه
إن الناظر في السيرة النبوية وتاريخ الصحابة والتابعين وتابعيهم وتابع تابعيهم،
بل إلى ما يزيد على ثلاثمائة وخمسين سنة هجرية، لم نجد أحداً لا من العلماء
ولا من الحكام ولا حتى من عامة الناس قال بهذه العمل أو أمر به أو حث عليه أو تكلم به.
قال الحافظ السخاوي في فتاويه:
"عمل المولد الشريف لم ينقل عن أحد من السلف الصالح
في القرون الثلاثة الفاضلة وإنما حدث بعد". أهـ (1).
إذاً السؤال المهم:
متى حدث هذا الأمر ـ أعني المولد النبوي ـ وهل الذي أحدثه علماء
أو حكام وملوك وخلفاء أهل السنة ومن يوثق بهم أم غيرهم؟
والجواب على هذا السؤال عند المؤرخ السني
(الإمام المقريزي) رحمه الله:
يقول في كتابه الخطط ( 1/ ص 490وما بعدها):
"ذكر الأيام التي كان الخلفاء الفاطميون يتخذونها أعياداً
ومواسم تتسع بها أحوال الرعية وتكثر نعمهم".
قال:
"وكان للخلفاء الفاطميين في طول السنة أعياد ومواسم وهي مواسم رأس السنة، ومواسم أول العام، ويوم عاشوراء، ومولد النبي ﷺ، ومولد علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ومولد الحسن والحسين عليهما السلام، ومولد فاطمة الزهراء عليها السلام، ومولد الخليفة الحاضر، وليلة أول رجب، وليلة نصفه، وموسم ليلة رمضان، وغرة رمضان، وسماط رمضان، وليلة الختم، وموسم عيد الفطر، وموسم عيد النحر، وعيد الغدير، وكسوة الشتاء، وكسوة الصيف، وموسم فتح الخليج، ويوم النيروز، ويوم الغطاس، ويوم الميلاد، وخميس العدس، وأيام الركوبات". أ.هـ.
وقال المقريزي في اتعاظ الحنفاء(2/48)سنة (394):
"وفي ربيع الأول ألزم الناس بوقود القناديل بالليل
في سائر الشوارع والأزقة بمصر".
وقال في موضع آخر (3/99)سنة (517):
"وجرى الرسم في عمل المولد الكريم النبوي في ربيع الأول على العادة".
وانظر (3/105).
ووصف المقريزي هيئة هذه الاحتفالات التي تقام للمولد النبوي
خاصة وما يحدث فيها من الولائم ونحوها
(انظر الخطط1/432-433، صبح الأعشى للقلقشندي3/498-499).
ومن النقل السابق تدبّر معي كيف حُشِر المولد النبوي مع البدع العظيمة
مثل: - بدعة الرفض والغلو في آل البيت، المتمثل في إقامة
مولد علي وفاطمة والحسن والحسين رضي الله عنهم.
وسيأتي مزيد بسط لبيان أن الدولة العبيدية التي تدعي أنها فاطمية:
بأنها دولة باطنية رافضية محاربة لله ولرسوله ولسنته ولحملة السنة المطهرة.
- بدعة الاحتفال بعيد النيروز وعيد الغطاس وميلاد المسيح وهي أعياد نصرانية.
يقول ابن التركماني في كتابه (اللمع في الحوادث والبدع 1/293-316)
عن هذه الأعياد النصرانية: "فصل ومن البدعة أيضاً والخزي والبعاد
ما يفعله المسلمون في نيروز النصارى و مواسمهم و الأعياد من توسع النفقة"،
قال:
"وهذه نفقة غير مخلوفة وسيعود شرها على المنفق في العاجل والآجل"،
وقال: "ومن قلة التوفيق والسعادة ما يفعله المسلم فيما يعرف بالميلادة
(أي ميلاد المسيح)".
ونقل عن علماء الحنفية أن من فعل ما تقدم ذكره
ولم يتب منه فهو كافر مثلهم.
وذكر عدد من الأعياد التي يشارك فيها جهلة المسلمين النصارى
وبين تحريمها بالكتاب والسنة، ومن خلال قواعد الشرع الكلية.
تابع أقوال العلماء عن تاريخ المولد