- إنضم
- 13 ديسمبر 2022
- المشاركات
- 2,657
- مستوى التفاعل
- 4,061
- المكافآت
- 5
- الإقامة
- الإمارات العربية المتحدة
- الموقع الالكتروني
- sharjahsoft.com
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يحكى ياسادة ياكرام بأنه في يوم من الأيام حتى كان
كان هناك رجل فقير ويدعى @الموج الصامت وكان يعمل في مهنة بسيطة وهي أصلاح الدراجات النارية وكان يجلس في ورشته الصغيرة جدا والتى لا تتسع إلا لعدة العمل فقط وكرسى صغير لم يكن يملك من حطام الدنيا شيئا يذكر ولكنه كان قنوعا وشغوفا للحياة يحبه الجميع طيب القلب دائما أبتسامته الجميلة تزين وجهه التعب من عناء العمل وبالرغم من كثرة الزبائن لديه لإصلاح الدراجات إلا أن ما يتحصل عليه كان بالكاد يسد حاجته وما يصرفه على والديه وأخوته الصغار لم يكن يشعرهم أبدا بالنقص وكان يعدهم ويوفى بوعوده ويحرم نفسه من الجديد ويلبس القديم ويتشرى لهم ما يحتاجونه وبالرغم من ذلك كله لا يفتر لسانه عن ذكر الله وشكره لم يكن يعرف في هذه الحياة سوى العمل والمنزل وبعض الأصدقاء المقربين وفي يوما من الأيام قاله له صديقة @إيهاب مصطفى لما لم تتزوج حتى الآن لقد بلغت السادسة والعشرون ولم تكون أسرة قال وهو يبتسم حتى يتزوج آخر أخوتي ويعمل لم يكن ينظر للزواج إلا أنه زيادة في العبء لا يستطيع تحمله آنذاك....
وفي يوم من الأيام وبينما هو يمشى في السوق لفت نظره أعلان سباق للدراجات النارية وكانت الجائزة كبيرة جدا بحيث تخرجه من الفقر الى الغنى وبدأ يحلم بمحل كبير يبع فيه الدراجات الجديدة ويصلحها وقطع غيارها وعنده الكثير من العمال والزبائن ولكن لما أنتبه للحال الذي هو فيه وجد أصلا أنه لا يملك دراجة للمشاركة بها في السباق وهنا بدأ الحزن يدب في قلبه ولكنه لم ييأس وقال مازال وقت السباق بعيدا وإن شاء الله تعالى ستفرج ......
وبينما هو في الطريق إذا تصادف أن يلتقى بصديقه @محمد عمر فقال له مالي أراك حزينا فأخبره بموضوع السباق وهنا تبسم محمد عمر وقال له عندى دراجة ولكنها ليست بجديدة وهي تعمل وتحتاج لإصلاح ويمكنك الحصول عليها بدون مقابل فهي كانت لزبون عندي تركها مقابل سداد دينه لعدم الرغبة بها وسافر وتركها وهنا بدأت أساريره تنفرج وفرح بهذا وبدأ يشكر محمد عمر وفعلا ذهب معه الى المكان الذي وضع فيه الدراجة النارية وأخذها معه وشكره كثيرا وتوجه بها الى منزله ويبدأ يعمل على أصلاحها.........
وفي الموعد المحدد للسباق أنطلق الموج الصامت بدراجته القديمة وعندما حضر الى مكان السباق لفت نظره الدراجات الحديثة وفخامتها وقوة الأحصنة فيها وهنا أدرك بأن الفوز محال ولكن قال في نفسه أتوكل على الله وبدأ البعض ينظر إليه من الجمهور بسخرية وكذلك بعض قائدي الدراجات النارية وكانوا كلهم من الأثرياء وكان دراجته تعتبر قديمة جدا مقارنة بدراجاتهم ولكنه كان مصرا على دخول السباق....
ورفع العلم أستعدادا لبدء السباق ثم أنزل فنطلقت الدراجات سريعا وأصبح هو بالخلف بعيدا عنهم يراهم من بعيد ويحاول اللحاق بهم ولكن دون جدوى وفي أثناء الطريق رأى دراجة قد حدث لها حادث أنقلاب مفاجىء ولم يصب سائقها فتوقف وذهب إليه وبعد أن تأكد بأنه سليم فحص الدراجة وقال له سبب أنقلاب الدراجة كان أنغلاق الفرامل الأمامية وأخرج عدته وما هي إلا دقائق حتى أصلحها وعاد الإثنان الى السباق وقد شكره صاحب الدراجة كثيرا ....
ومثل ما حدث سابقا تركه خلفه بمسافة كبيرة وظل الموج الصامت صامتا يحاول اللحاق بهم وفي الطريق وجد آخر قد غاصت عجلات دراجته في الرمال وكان نحيل الجسم والدراجة ثقيلة ولا يستطيع أخراجها بعد أن أنحرف عن المسار فتوقف الموج الصامت مرة أخرى وبدأ يدفع معه الدراجة حتى خرجت من الرمال وبعد أن شكره صاحب الدراجه ودعه وأنطلق مسرعا ليلحق بالآخرين تاركا الموج الصامت خلفه بمسافة كبيرة وبدأ الموج الصامت يسير بأقصى سرعة تتحملها دراجته القديمة فوجد أيضا رجل قد تعطلت دراجته في الطريق فتوقف وأصلحها له ثم شكره وأنطلق أيضا ليلحق بالمتسابقين مخلفا وراءه الموج الصامت بمسافات طويلة وبدأ أيضا بالسير الموج الصامت يحاول اللحاق بهم بدون جدوى وفي الطريق أيضا وجدا آخر قد توقف بسبب فراغ خزان الوقود من الوقود فما كان من الموج الصامت إلا أن تقاسم معه الوقود ثم أنطلق الإثنان مرة أخرى وكالعادة تركوه خلفهم يحاول اللحاق بهم وكانت المفاجأة عندما لحق بهم عند نهاية خط السباق فقد تعمدوا خفض سرعاتهم لأقصى درجة حتى يعبر الخط قبلهم ويفوز بالسباق وكان تصرفا جميلا منهم وبالفعل فاز الموج الصامت بالسباق وأستلم الجائزة وعاد الى عائلته فرحا وأشترى منزلا كبيرا ومحلا جديدا وجدد حياته بالكامل وأصبح من التجار وكان يساعد الفقراء ولم ينسى أبدا تلك الأيام وما مر به من فقر وحمد الله وشكره على الحال الجديد وما آل إليه الحال........
وفي عام 1958 حدثت حرب أهلية متعددة الأوجه في لبنان، واستمرت ايضا من عام 1975 إلى عام 1990 وأصبحت الليرة البنانية لا تساوى شيئا مقابل الدولار وخسر الموج الصامت كل ثروته ومحلاته وكل شىء أشتراه بجائزتة وعاد فقيرا كما كان...
ثم توجه الى ورشته القديمة وجلس فيها ينتظر من يأتي ليصلح له دراجته ....
ثم مر عليه محمد عمر ونظر إليه وقال له (خلي ينفعك الحين عمك إيهاب) وتركه ونصرف....
النهاية............
يحكى ياسادة ياكرام بأنه في يوم من الأيام حتى كان
كان هناك رجل فقير ويدعى @الموج الصامت وكان يعمل في مهنة بسيطة وهي أصلاح الدراجات النارية وكان يجلس في ورشته الصغيرة جدا والتى لا تتسع إلا لعدة العمل فقط وكرسى صغير لم يكن يملك من حطام الدنيا شيئا يذكر ولكنه كان قنوعا وشغوفا للحياة يحبه الجميع طيب القلب دائما أبتسامته الجميلة تزين وجهه التعب من عناء العمل وبالرغم من كثرة الزبائن لديه لإصلاح الدراجات إلا أن ما يتحصل عليه كان بالكاد يسد حاجته وما يصرفه على والديه وأخوته الصغار لم يكن يشعرهم أبدا بالنقص وكان يعدهم ويوفى بوعوده ويحرم نفسه من الجديد ويلبس القديم ويتشرى لهم ما يحتاجونه وبالرغم من ذلك كله لا يفتر لسانه عن ذكر الله وشكره لم يكن يعرف في هذه الحياة سوى العمل والمنزل وبعض الأصدقاء المقربين وفي يوما من الأيام قاله له صديقة @إيهاب مصطفى لما لم تتزوج حتى الآن لقد بلغت السادسة والعشرون ولم تكون أسرة قال وهو يبتسم حتى يتزوج آخر أخوتي ويعمل لم يكن ينظر للزواج إلا أنه زيادة في العبء لا يستطيع تحمله آنذاك....
وفي يوم من الأيام وبينما هو يمشى في السوق لفت نظره أعلان سباق للدراجات النارية وكانت الجائزة كبيرة جدا بحيث تخرجه من الفقر الى الغنى وبدأ يحلم بمحل كبير يبع فيه الدراجات الجديدة ويصلحها وقطع غيارها وعنده الكثير من العمال والزبائن ولكن لما أنتبه للحال الذي هو فيه وجد أصلا أنه لا يملك دراجة للمشاركة بها في السباق وهنا بدأ الحزن يدب في قلبه ولكنه لم ييأس وقال مازال وقت السباق بعيدا وإن شاء الله تعالى ستفرج ......
وبينما هو في الطريق إذا تصادف أن يلتقى بصديقه @محمد عمر فقال له مالي أراك حزينا فأخبره بموضوع السباق وهنا تبسم محمد عمر وقال له عندى دراجة ولكنها ليست بجديدة وهي تعمل وتحتاج لإصلاح ويمكنك الحصول عليها بدون مقابل فهي كانت لزبون عندي تركها مقابل سداد دينه لعدم الرغبة بها وسافر وتركها وهنا بدأت أساريره تنفرج وفرح بهذا وبدأ يشكر محمد عمر وفعلا ذهب معه الى المكان الذي وضع فيه الدراجة النارية وأخذها معه وشكره كثيرا وتوجه بها الى منزله ويبدأ يعمل على أصلاحها.........
وفي الموعد المحدد للسباق أنطلق الموج الصامت بدراجته القديمة وعندما حضر الى مكان السباق لفت نظره الدراجات الحديثة وفخامتها وقوة الأحصنة فيها وهنا أدرك بأن الفوز محال ولكن قال في نفسه أتوكل على الله وبدأ البعض ينظر إليه من الجمهور بسخرية وكذلك بعض قائدي الدراجات النارية وكانوا كلهم من الأثرياء وكان دراجته تعتبر قديمة جدا مقارنة بدراجاتهم ولكنه كان مصرا على دخول السباق....
ورفع العلم أستعدادا لبدء السباق ثم أنزل فنطلقت الدراجات سريعا وأصبح هو بالخلف بعيدا عنهم يراهم من بعيد ويحاول اللحاق بهم ولكن دون جدوى وفي أثناء الطريق رأى دراجة قد حدث لها حادث أنقلاب مفاجىء ولم يصب سائقها فتوقف وذهب إليه وبعد أن تأكد بأنه سليم فحص الدراجة وقال له سبب أنقلاب الدراجة كان أنغلاق الفرامل الأمامية وأخرج عدته وما هي إلا دقائق حتى أصلحها وعاد الإثنان الى السباق وقد شكره صاحب الدراجة كثيرا ....
ومثل ما حدث سابقا تركه خلفه بمسافة كبيرة وظل الموج الصامت صامتا يحاول اللحاق بهم وفي الطريق وجد آخر قد غاصت عجلات دراجته في الرمال وكان نحيل الجسم والدراجة ثقيلة ولا يستطيع أخراجها بعد أن أنحرف عن المسار فتوقف الموج الصامت مرة أخرى وبدأ يدفع معه الدراجة حتى خرجت من الرمال وبعد أن شكره صاحب الدراجه ودعه وأنطلق مسرعا ليلحق بالآخرين تاركا الموج الصامت خلفه بمسافة كبيرة وبدأ الموج الصامت يسير بأقصى سرعة تتحملها دراجته القديمة فوجد أيضا رجل قد تعطلت دراجته في الطريق فتوقف وأصلحها له ثم شكره وأنطلق أيضا ليلحق بالمتسابقين مخلفا وراءه الموج الصامت بمسافات طويلة وبدأ أيضا بالسير الموج الصامت يحاول اللحاق بهم بدون جدوى وفي الطريق أيضا وجدا آخر قد توقف بسبب فراغ خزان الوقود من الوقود فما كان من الموج الصامت إلا أن تقاسم معه الوقود ثم أنطلق الإثنان مرة أخرى وكالعادة تركوه خلفهم يحاول اللحاق بهم وكانت المفاجأة عندما لحق بهم عند نهاية خط السباق فقد تعمدوا خفض سرعاتهم لأقصى درجة حتى يعبر الخط قبلهم ويفوز بالسباق وكان تصرفا جميلا منهم وبالفعل فاز الموج الصامت بالسباق وأستلم الجائزة وعاد الى عائلته فرحا وأشترى منزلا كبيرا ومحلا جديدا وجدد حياته بالكامل وأصبح من التجار وكان يساعد الفقراء ولم ينسى أبدا تلك الأيام وما مر به من فقر وحمد الله وشكره على الحال الجديد وما آل إليه الحال........
وفي عام 1958 حدثت حرب أهلية متعددة الأوجه في لبنان، واستمرت ايضا من عام 1975 إلى عام 1990 وأصبحت الليرة البنانية لا تساوى شيئا مقابل الدولار وخسر الموج الصامت كل ثروته ومحلاته وكل شىء أشتراه بجائزتة وعاد فقيرا كما كان...
ثم توجه الى ورشته القديمة وجلس فيها ينتظر من يأتي ليصلح له دراجته ....
ثم مر عليه محمد عمر ونظر إليه وقال له (خلي ينفعك الحين عمك إيهاب) وتركه ونصرف....
النهاية............